المؤمن القوي خير وأحب إلي الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير

المؤمن القوي خير وأحب إلي الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلي الله عليه وسلمالمؤمن القوي خير وأحب إلي الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير. أحرص علي ما بنفعك, واستعن بالله ولا تعجز, وإن أصابك شيء فلا تقل :لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل,فإن لو تفتح عمل الشيطان) رواه مسلم

وياله من حديث حلو التوجيه..عذب الألفاظ.. رقراق التسلسل..فياض بالخير..

أوله دعوة الى حسن الإيمان وقوته..وأخره دعوة إلي حسن الإيمان وبقدر الله وقدرته ومشيئته..ووسطه إيمان عملي وقلبي...إذن فهو حديث الإيمان في أبهي صوره.. نسال الله أن نكون من أهل ذلك .

(والمؤمن القوي): أي قوي الإيمان..ولأن قوة البدن أحيانا تأتي بالمضرة إذا استخدمت في المعصية..وقوة الإيمان تحمل العبد علي المواظبة علي الموجبات وترك المحرمات وضعف الإيمان يكون حاملا علي التقصير لذلك كانت قوة الإيمان خيرا وأحب إلي الله.

( وفي كل خير): لئلا يتوهم أن المؤمن الضعيف لا خير فيه. بل الكافر هو الذى لا خير فيه ولاشك ؛وهذا الأسلوب يسمي أسلوب الاحتراز كما يقول الشيخ ابن عثيمين .

(أحرص علي ما ينفعك): نصيحة فذة من النبي صلي الله عليه وسلم.. كما هي جامعة لكل الخير..والمؤمن الحق يكون حاله دائرا علي المنفعة.. وفي دنياه وفي دينه ولا يقدم ما لا ينفع علي ما ينفع.. كذا لا يقدم مفسدة علي مصلحة.. ويقدم المصلحة العليا علي المصلحة الدنيا عند التعارض وهكذا عند المنافع .

وفي الحديث إشارة إلي الزهد في الدنيا حيث عرف بعضهم الزهد أنه ( ترك ما لا ينفع في الآخرة ) فكل ما ينفع العبد في الآخرة فهو زهد إذا ترك ما لا ينفع.والله الموفق , ولأن الله للساعيين خير معين.

(واستعن بالله ولا تعجز): حسن ترتيب.. أي من كان حريصا علي المنفعة لابد من اللجوء إلي القوي المتين والاستعانة بالحكيم الخبير في كل أمر ولو كان بسيطا.

و فيه قطع العجب علي النفس و قطع الاغترار بالعمل .

و الحديث دائر علي المجاهدة و المداومة علي فعل الخيرات.